باريس - أ ش أ
قامت مجموعة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بفرنسا مساء اليوم الأربعاء بالاعتداء على الكاتب المصري الدكتور علاء الأسواني بينما كان يلقى محاضرة أدبية بمقر معهد العالم العربي بباريس.
وفيما كان الكاتب المصري يعرض روايته الأحدث التي تحمل عنوان "نادى السيارات" والتي صدرت فى شهر إبريل الماضي بمصر, والتي ستظهر فى نسختها المترجمة إلى الفرنسية فى شهر فبراير القادم.. فوجئ الحضور بأحد الأشخاص يصرخ بصوت مرتفع ويطالب الأسواني بالتحدث عن الوضع السياسي الحالي فى مصر قبل أن يعترض القائمون على المعهد على اعتبار أن اللقاء أدبي, ولا يجب أن يتم التطرق إلى الموضوعات والقضايا السياسية.
ولم يعط أنصار مرسى الفرصة للقائمين على معهد العالم العربي لاستئناف المحاضرة, حيث تعالت أصواتهم بالهتافات المنددة بالقوات المسلحة "يسقط حكم العسكر" والتي رد عليها علاء الأسواني برفع يديه ملوحا ب"علامة النصر".
وبعد أن تزايدت استفزازات أنصار المعزول, رد علاء الأسواني عليهم ب"يسقط حكم المرشد".. رافضا إهانة الجيش المصري.. مشيرا إلى أن الإخوان هم من قاموا بسرقة الثورة, إلا أن عددا منهم تهجم على الكاتب المصري ذو الشعبية الكبيرة فى فرنسا على المنصة, وحاولوا الاعتداء عليه قبل أن يمنعهم الأمن, مسببين حالة من الهرج فى القاعة الكبرى للمعهد.
وقوبلت تصرفات أنصار مرسى بالاستياء من جانب عدد كبير من الحضور الذين انتقدوا ذلك, وطالبوهم بالخروج من القاعة, ولكنهم واصلوا هتافاتهم مما أدى إلى توقف المحاضرة.
وعبر عدد من الحضور من المثقفين الفرنسيين والعرب عن أسفهم لما وقع فى المعهد الذي يشع بالحضارة العربية فى قلب العاصمة الفرنسية, وخاصة فى حضور الأسواني الذي يحظى باحترام الفرنسيين, ووصفوا أفعال أنصار مرسى ب"الهمجية".
الأسواني: مصر كانت على شفا حرب أهلية
أكد الكاتب الكبير الدكتور علاء الأسوانى اليوم الاربعاء أن مصر كانت شفا حرب أهلية قبل أن يتدخل الجيش لحماية الشعب فى الثلاثين من يونيو.
جاء ذلك فى المحاضرة التى ألقاها الدكتور الأسوانى اليوم /الأربعاء/ أمام جمعية الصداقة الفرنسية المصرية برئاسة السفير باتريك لوكلارك والتى شارك بها نخبة من السفراء والدبلوماسيين الفرنسيين الذين تربطهم علاقات بمصر بالاضافة إلى جمع غفير من المصريين المقيمين بفرنسا بالإضافة إلى الدكتورة أمل الصبان المستشارة الثقافية ورئيسة البعثة التعليمية.
وقال الأسوانى -فى معرض رده على استفسارات الجانب الفرنسى فيما يتعلق بمصر- أن الرئيس (المعزول) محمد مرسى وصل إلى القصر الرئاسى بعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية, لا بفضل أنصار التيار الإسلامى ولكن بسبب أن خصمه فى الانتخابات كان صورة "مكررة" من الرئيس الأسبق حسنى مبارك, ومن ثم احتفل المصريون بهزيمة (نظام) مبارك.
وأضاف الكاتب المصرى الكبير أن مرسى كان مجهولا داخل جماعة الاخوان المسلمين, وكان ترتيبه السادس بين أعضاء الجماعة وظل كذلك حتى وهو رئيسا للجمهورية.
وأشار الأسوانى إلى أن مرسى أصدر فى الثانى والعشرين من نوفمبر الماضى إعلانا دستوريا ألغى به الدستور وحصن قراراته واضعا نفسه فوق القانون وفوق الدستور, وهذا التصرف مماثل لما قام به ألبرتو فوجيورى فى بيرو فى الخامس من ابريل عام 1992.
وتابع "إذا ما نظرنا إلى رد فعل الولايات المتحدة إزاء الموقفين لوجدنا انهما مختلفين تماما, إذ انه وفى عام 1992 أعلن البيت الأبيض أن رئيس بيرو قام بإنقلاب رئاسى وألغى النظام الديمقراطى..ولكن إزاء ذات الإعلان الى صدر فى مصر فى عهد مرسى كان موقف واشنطن مغايرا".
وأوضح الدكتور علاء الأسوانى أن مرسى كان يرى أن جماعته "مرسلة" لحماية الدين والشرع.
كما استعرض الأسوانى الفترة التى سبقت ثورة 30 يونيو..مشيرا إلى أن حملة "تمرد" قامت بجمع 22 مليون توقيع لسحب الثقة من الرئيس ونزل المصريون إلى الشارع وتجاوز عددهم أيضا ال22 مليون لإن مصر كانت قريبة من حرب أهلية وهنا تدخل الجيش لحماية الشعب.
وأكد أن الإعتصامات (التى قام بها أنصار الإخوان وأعضاء الجماعة) لم تكن سلمية, وقبل القيام بفضها ظلت النداءات تتوالى لمدة 45 يوما من أجل خروج السيدات والأطفال وفض الاعتصام لوجود أسلحة فى داخلها, إلا أن أنصار مرسى هددوا بهدم الدولة المصرية وحرق البلاد, ولم يكن أمام المصريين سوى دعم الدولة فى حربها ضد الإرهاب أو إنتظار أن تتحول مصر إلى سوريا أخرى.
وردا على سؤال طرحه الكاتب الفرنسى المصرى الأصل جيلبار سينويه حول إمكانية وصول الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع إلى الحكم إذا ما ترك الجيش..أكد الأسوانى أن الفريق السيسى شخصية قوية ووطنية وله حضور ويحظى بحب وإحترام الشعب المصرى, مشيرا إلى أن مصر بحاجة إلى رئيس قوى, وعلى الشعب أن يختار وله مطلق الحرية فى ذلك.
وشدد على انه أيا كان الشخص الذى يقع عليه الاختيار فى الانتخابات الرئاسية القامة, من المهم أن يضمن الشعب أن فترة الرئاسة لن تكون سوى لأربع سنوات يليها إجراء إنتخابات أخرى.
واختتم الأسوانى بقوله أن الشعب المصرى "قوى" وصانع للمعجزات وقام بإسقاط رئيسين فى ثلاث سنوات.






0 التعليقات:
إرسال تعليق