الاثنين، 28 مارس 2016

محمد محمود يكتب ابو طالب يواجه الحكومة بيانكم مخيب للآمال ولم يرتقي لطموحات الشعب


بواسطة : محمد محمود
تأملات فى بيان الحكومة الحقيقة أننى كنت أتوقع أن يدلىّ السيد المهندس / شريف إسماعيل ( رئيس الوزراء ) بيان الحكومة أمس متضمناً خطة واضحة المعالم لمستقبل هذه الأمة بعد أن إستكملت مصر إستحقاقتها السياسية وإكتمال مؤسساتها الدستورية التى تشير إلى أن الدولة المصرية قد بعثت من جديد . كنت أنتظر بعد أن بعثت مصر من مرقدها وغدت دولة بالمعنى المتعارف عليه وصار لها مجلس نيابى وحكومة ودستور وسلطات دستورية ورئيس للدولة هو حكم بين السلطات . كم كنت أؤمل أمس أن يبشرنا السيد المهندس / رئيس الوزراء من خلال تفاصيل وآليات واضحة ومحددة بأن الغد سيكون أفضل من اليوم . ولكنى فوجئت بهذا البيان الإنشائى الذى لا يحمل أى نوع من أنواع الوضوح ولا يتضمن فى أى فصل منه عبارة تفيد " إلتزام الدولة " إلتزاماً واحداً فى وقت محدد بل جاء البيان عبارات مرسلة تتلوا الواحدة فيها الأخرى لتنزل على مسامع أعضاء المجلس وعلى رؤوس المصريين كافة لتمنيهم بتحقيق ما تصبوا إليه أحلامهم . كان رئيس مجلس الوزراء أمس يغازل هذه الأحلام وكأن الحكومة ترقص فوق أجساد طموحات كادت أن تموت . إن هذا الخطاب ولا أقول " البيان " هو خطاب ضعيف قريب الشبه بالخطب الحماسية المفعمة بالعواطف ؛ إننى أستطيع أن أجزم بأن هذا الخطاب منقول بحذافيره من المؤلفات التاريخية فى علوم السياسة والإقتصاد دون إبداع . سيادة رئيس الوزراء وبغض النظر عن أننى قد سبق وأن إستحسنت التعديل الوزارى الأخير كخطوة لإمتصاص غضب الشارع المصرى ؛ فإننى أرى خطابكم أمس عبارات مستهلكة عفا عليها الزمان وأكل وشرب عليها الدهر ؛ ولم تعد تنطلى على فطنة المواطن المصرى الذى صار اليوم أكثر وعياً من أن يساق بمغازلة حاجاته أو اللعب على إبتزاز طموحاته . سيدى رئيس مجلس الوزراء إن خطابكم اليوم أقول قولة واحدة " لا يستأهل المداد المكتوب به " إننى أرفض هذا البيان جملةً وتفصيلاً وأطالبكم بوضوح بألا ترسموا لنا أحلاماً وردية بل إصدمونا بحقيقة ما نحن عليه وبحقيقة ما تسمح قدراتكم بتنفيذه وذلك للحفاظ على إحترامنا لكم وعلى خيط الثقة الرفيع ؛ وإياكم أن ينقطع هذا الخيط ... فلم يعد فى قوس الصبر منزع . ( عاشت مصر حرة آبية بإرادة أبنائها ) .

0 التعليقات:

إرسال تعليق